دائما ما يقرن الكتاب حينما يكتبون عن المماليك بالعبيد ويصفونهم أنهم بيعوا كالرق الذي يدل على وضاعة الأصل كما يزعمون ونحن نتساءل إن كانت كلمات مثل عبد ورقيق وجارية ومملوك ومولى التي كان الناس في القديم ابتدعوها ووصفوا بها بعضهم البعض ..إن كانت مثل هذه الصفات فعلا تحمل معنى وضاعة الأصل
فمن المعروف منذ قدم التاريخ إن العبودية بدأت عندما بدأ المنتصر في المعركة يأخذ المهزوم أسيرا بدلا من قتله وذلك للاستفادة منه في الأرض أو البيت أو بيعه وجني الأرباح ومعم مرور الزمن تطورت أساليب العبودية وتوسعت بشكل كبير في معظم أرجاء العالم وكلما اشتدت الحروب والمعارك كثر عدد الأسرى الذين يتحولون لعبيد ورقيق وموالي بشكل آلي حتى يعتقوا وهكذا كان يمكن للمرء أن يكون اليوم أميرا أو جنديا حرا أو فتاة كريمة ويتحول غدا إلى أسيرا ويدخل في عداد العبيد والرقيق بعد خسارة المعركة
إن معظم أسلاف الشعوب التي سكنت الاتحاد السوفييتي السابق من التتار والروس والأرمن وشعوب القفقاس وغيرهم مارسوا تجارة الرقيق وكانت المعارك الطاحنة في هذه المناطق تعطي الكثير من الأسرى
وحين اجتاح المغول والتتار هذه المناطق باعوا الكثير من الأسرى والروس والترك والروم والأوربيين والقفقاسيين في أسواق اسطنبول والقاهرة والى تجار وجنوا الأرباح الهائلة